من فضل الله على العباد أن يسر لهم فعل الخيرات، وكسب الحسنات، حتى بمجرد التفكير، والنية في الإسلام لها أجرها العظيم وثوابها الجزيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: «فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة» متفق عليه، والدعوة إلى الله من أعظم الأعمال الصالحة، ونفعها يتعدى إلى الغير، ومجالاتها وسبلها كثيرة ومتجددة، والأفكار فيها أكثر وأرحب.
ومن بين الأفكار الدعوية التي قد تكون نزلت إلى واقع ملموس، وشيء مشاهد محسوس، أو أنها ما زالت في الأذهان تدور، أو مدونة بين السطور، ما سنتناوله بإذن الله تعالى في هذا المقال:
أولا- أفكار تتعلق بالدعوة في البيت:
البيت هو أول المؤسسات التي ينشأ فيها الدعاة إلى الله منذ نعومة أظفارهم، وفيه ينبغي أن يبدأ الدعاة دعوتهم، فيمارسون الدعوة فيها، سواء كانوا آباء أو أبناء، ومن الأفكار الدعوية في هذا المجال:
1- إقامة حلقة القرآن الكريم في البيت، حيث يجتمع أفراد الأسرة على كتاب الله، مما يكون له الأثر في النفوس، وهو في الوقت نفسه زاد إلى الآخرة.
2- تدارس بعض الكتب المفيدة، وتدريب الأبناء على القراءة.
3- نشر الحرص والاهتمام بالصلاة بين أفراد الأسرة، والمحافظة عليها في أوقاتها دون تأخير.
4- الاهتمام ببقية العبادات كالزكاة والصوم والحج والعمرة وغيرها.
5- الاهتمام بالأذكار الثابتة، وخاصة أذكار النوم والاستيقاظ، والأكل والشرب، والدخول والخروج، وأذكار الصباح والمساء.
6- التركيز على زيارة الأرحام، وصلتهم، وبيان فضل ذلك.
7- حضور الأسرة بكل أفرادها في بعض المحاضرات والندوات الهادفة.
8- الخروج في بعض الرحلات العائلية الهادفة.
ثانيًا- أفكار تتعلق بالدعوة في المسجد:
فالمسجد له دور بارز في مجال الدعوة إلى الله، بل إن البداية الحقيقية تكون من هذا البيت العظيم، فمن أفكار الدعوة المتعلقة بالمسجد:
1- إقامة حلقات للقرآن العظيم، والتي هي مجال رحب للدعوة إلى الله، يتم فيها احتضان الشباب.
2- عمل لوحات خاصة بالفتاوى والفوائد والإعلانات مثل المحاضرات والدروس العلمية، والمساهمة في برامج المسجد والتبرعات...
3- قراءة يومية في أحد الكتب المختارة، يراعى فيها عدم الإطالة، ويكون بعد إحدى الصلوات مباشرة وقبل خروج المصلين.
4- إقامة درس أسبوعي في المسجد، يقوم عليه إمام المسجد، ويتم فيه تبادل الحوار، لتقوية العلاقة بين الشيخ وجماعة المسجد.
5- عمل برنامج استضافات أسبوعي أو نصف شهري أو شهري، وحث الجماعة على المشاركة والحضور، مع مراعاة التنوع والتجديد فيها، كاستضافة طبيب، مسئول، طيار، مرشد من مستشفى، أو شعبة مكافحة المخدرات....... وغيرهم.
6- توزيع مطويات شهرية خلال العام، وخاصة فيما يتصل بالمناسبات الشرعية (رمضان- عاشوراء- الحج) أو المناسبات العادية (نهاية العام- الامتحانات... وغيرها).
7- تشجيع من عنده قدرة من المصلين على المشاركة في إلقاء الكلمات في المسجد، وذلك بالتنسيق مع إمام المسجد.
8- عمل برنامج لزيارة جيران المسجد من المسلمين وغيرهم، وترغيب المسلمين في صلاة الجماعة.
ثالثا- أفكار تتعلق بدعوة المعلمين:
وهنا يأتي دور المؤسسة الثالثة بعد البيت والمسجد، حيث يقوم المعلم المسلم بتكملة المشوار، وأداء دوره، نحو من هم أمانة في عنقه، وهناك العديد من الأفكار الدعوية فيما يتعلق به، ومن ذلك:
1- التعاون مع إخوانه المعلمين على إيجاد روح التآلف بينهم، وإبعاد أي بادرة شحناء.
2- التناصح الودي بين المعلمين بالأسلوب المناسب، وذلك عند وجود أي خطأ سواء في المظهر أو الملبس أو الكلام أو غير ذلك، ووجود النصح يضفي على المدرسة طابع التدين مما يجعل كثيرًا من المعلمين يعمل، ويتعاون على ذلك.
3- الاهتمام بالمدرسة بشكل عام وغرف المعلمين بشكل خاص، وإظهارها بالمظهر الجميل الرائع، وتزويدها بعدد من الوسائل الجيدة والمفيدة.
4- الارتقاء بفكر وثقافة المعلم وتطلعاته، وذلك من خلال:
أ- تعريف المعلم ببعض أحوال إخوانه المسلمين في العالم الإسلامي في الأحاديث والجلسات بين المعلمين أو اللوحات الحائطية أو النشرات المدرسية.
ب- طرح دورات تعليمية وتدريبية للمعلمين داخل المدرسة، أو المشاركة في الدورات المقامة خارج المدرسة.
5- طرح مسابقة خاصة بالمعلمين تناسب ومستوى المعلم.
6- رسالة إلى المعلم وذلك بواسطة ظرف فيه بعض المطويات والكتيبات أو بعض المجلات، أو غير ذلك من الأشياء المناسبة والمفيدة للمعلم، وتكون هذه الرسالة كل شهر مثلا.
7- استضافة أحد العلماء- أحيانًا- عند لقاء المعلمين خارج المدرسة، وإن لم يكن لقاء خارج المدرسة فيستضاف في بعض الاجتماعات المدرسية.
8- إقامة بعض المحاضرات في المدرسة خاصة بالمعلمين مع استضافة معلمي المدارس الأخرى، وذلك خارج وقت الدوام الرسمي.
9- عرض فكرة الاشتراك في الشريط الخيري، حيث يوفر للمدرس المشترك شريط كل أسبوعين، أو كل شهر.
10- استغلال مجلس الآباء عند اجتماعه كأن تلقي كلمة توجيهية أو توزع بعض النشرات التوجيهية.
11- عرض المشاريع الخيرية على المعلمين مثل (كفالة الأيتام- بناء المساجد- الاشتراك في المجلات الإسلامية- تفطير الصائمين- دعم المشاريع الخيرية).
رابعًا- أفكار تتعلق بدعوة الطلاب:
1- أن يكون المدرس قدوة حسنة للطالب.
2- استقطاع بعض الوقت من الحصة لتوجيه خاطرة، أو نصيحة، أو تعليق، كخمس دقائق.
3- استخدام أسلوب التعزيز اللفظي (ثناء ومدح) من قِبَل المعلم تجاه الطالب.
4- وضع جوائز للطلاب المتميزين.
5- وضع لوحة في الفصل ولوحة في مدخل المدرسة بها أسماء الطلاب المميزين.
6- غرس المعاني الطيبة واستعمال الألفاظ الحسنة والعبارات الصحيحة حتى يعتاد عليها الطالب وترسخ في ذهنه.
7- جعل الحصص الأولى من العام الدراسي مدًّا لجسور الثقة والألفة بينه وبين الطالب، والعمل على إدخال السرور إليهم، وتحبيب الدراسة والمدرسة والمعلم في نفوسهم، وخاصة إذا كانوا صغارا في مراحلهم الأولى.
8- على المدرس بيان أهمية مادته مع التركيز على بيان حاجة الأمة لها.
9- تفعيل حصة النشاط الثقافي.
10- الاعتناء بإقامة معرض دائم في المدرسة، وتدريب الطالب من خلاله على معايشة القضايا المهمة مثل:
أ- المآسي التي تحل ببلاد المسلمين من حروب ومجاعات.
ب- العقوبات الإلهية التي تحل ببعض البلدان.
ج- أخبار الجهاد والمجاهدين.
د- المخدرات والمسكرات والدخان وآثارها.
هـ- الحوادث المرورية.
و- المشاريع الدعوية.
11- تشجيع الطلاب وتدريبهم على الأنشطة الدعوية فيما بينهم وغرس محبة ذلك في قلوبهم.
12- تكليف الطلاب ببعض البحوث الصغيرة لتدريبهم على ذلك.
13- معايشة أحوال الطلاب، وإشعارهم بالمشاركة في أفراحهم وأحزانهم.
14- اكتشاف مواهب الطلاب ومعرفة ميولهم، وتفجير الطاقات لديهم كل في مجاله وحسب قدراته.
15- استغلال الإذاعة المدرسية والاستفادة منها في الدعوة إلى الله.
16- تفعيل دور مسجد المدرسة، وإقامة حلقات القرآن الكريم به.
17- إقامة صلاة الظهر جماعة بالمدرسة.
18- الاهتمام بالمحاضرات العامة.
تلك هي بعض الأفكار الدعوية، والتي نسأل الله أن تكون موجودة ومعمولًا بها في أوساط أمة الدعوة التي أثنى الله عليها بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، سائلين الله العون للدعاة والهداية للجميع، والحمد لله رب العالمين.
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية.